Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

لخدمة القرءان الكريم

7 janvier 2015

واجبنا نحو خدمة القرءان

من أجل نعم الله على المسلمين أنه أنزل هذا القرآن آيات بينات، ويسره للذكر، وضمنه ما فيه هدى للناس ورحمة، وذكرى وموعظة، وما يشفي الصدور ويخرج من الظلمات إلى النور، ووعد بحفظه من أي تضييع أو تحريف أو تبديل ومن اجل ان يظل هذا القرءان حيا في الصدور مفعلا في حياة الناس لا بد للعلماء المتخصصين ان يقوموا بواجباتهم نحو القرءان  ليتاح للمسلمين في هذا العصر أن يفهموا آياته وأن يجمعوا بين التقيد بتلاوته والتدبر في معانيه والعمل باحكامه وشريعته فالمرء عدو لما يجهل .

فأول واجب على العلماء في خدمة القرآن وضع تفسير سهل العبارة، حسن الأسلوب يلائم أساليب عصرنا وثقافتنا،، يستبين منه المسلم معاني المفردات والمراد من الآيات ويسترشد به إلى ما في الآية من هدى ورحمة، ومن دروس وعبرة، ليس فيه طول ممل ولا إيجاز مخل، ولا نحو ولا إعراب، ولا إسرائيليات ولا اختلافات وجملة وصف هذا التفسير أنه تفسير يبين هداية القرآن، ويجعل القارئ والسامع متصلا بمعانيه والمراد منه؛ لا مجرد مردد للصوت بألفاظه، وهذا التفسير موجود ولكنه مفرق ومبثوث في التفاسير والواجب أن نستخلصه منها، ونحسن الصياغة والترتيب. ولقد سئل بعض العلماء: ما خير التفاسير؟ فقال: خير التفاسير مبثوث في التفاسير. وكثيرًا ما سئل الواحد منا عن خير تفسير تفهم منه الآيات بسهولة وبدون احتمال عناء في الإِعراب والخلافات والإِسرائيليات فلا نستطيع الجواب عن هذا السؤال.

إن التفاسير التي بين أيدينا قيمة نافعة، ولكن لا ينتفع بها إلا خاصة الخاصة، ولهذا تعذر على أكثر المتعلمين من المسلمين أن يتصلوا بمعاني القرآن الكريم، وأن يتعرفوا ما اشتمل عليه، والمقصود الأول من القرآن هداه ونوره وما جاء به.

ووضع هذا التفسير السهل الوافي بحاجة المسلم من هداية القرآن لا يتم عن طريق تشكيل اللجان واتخاذ الاجراءات الرسمية، لأن أكثر ما يعهد إلى اللجان وتتخذ له الرسميات يموت في عهده ولا يظفر بالحياة، وإنما يتم عن طريق تطوع خمسة عشرة من خيرة العلماء ذوي الأفق العقلي الواسع وذوي البصيرة بالدين والدنيا، يتبرع كل واحد منهم ابتغاء مرضاة الله وخدمة للقرآن والمسلمين بتفسير جزأين من القرآن تفسيرًا يجعل معاني القرآن وهداه في متناول العقول والبصائر.

وثاني ما يجب على أهل القرءان عمله  أن تجمع آيات كل موضوع واحد بعضها مع بعض، فتجمع آيات الأحكام المدنية بعضها مع بعض، وكذا آيات الأحكام الجنائية، وآيات الإِرث، وآيات الطلاق، وآيات الأحكام الدولية، وآيات التوحيد، وآيات القدرة، وآيات الأخلاق، وآيات القصص، وذلك لأن آيات القرآن مرتبة في سورها ترتيبًا توقيفيًّا لم نصل حتى الآن إلى معرفة حكمته، وآيات الموضوع الواحد مفرقة في عدة سور، ومن العسير على المسلم أن يقف على ما جاء به القرآن في موضوع واحد ليعرف ما قرره القانون الأساسي في هذا الموضوع.

إننا إذا وفقنا إلى هذا العمل الجليل، وفسرنا آيات الموضوع الواحد بعضها مع بعض، استطعنا أن نفهم الروح القرآنية في كل موضوع، واستطعنا أن ندرك الحكمة في تفصيل القرآن بعض الأحكام، وإجماله بعضها، واستطعنا أن نعرف المبادئ القرآنية الكلية في كل موضوع؛ واستطعنا أن ندرك سبيل القرآن في إثبات العقيدة ومحاجة المنكرين.

إن كثيرًا من أساتذة الجامعات فيالبلاد الاسلامية الذين يدرسون القانون والاقتصاد  مهمتهم أن يعرفوا ما جاء بالقرآن في موضوع دراستهم، ليوازنوا ويقارنوا ولكنهم لا يتاح لهم هذا، حتى أصبح كثير منهم لا يظن أن في القرآن أحكاما دولية أو اقتصادية ، فمن الواجب أن نؤدي هذه الخدمة، وأن نكوِّن من آيات الموضوع الواحد مجموعة واحدة، وأن نفسر آيات كل مجموعة ونستخلص روحها ومعقولها، ونظهر نورها ليهتدي به المسلمون، ولنعرف الأحكام الوضعية الخارجة عن حدود القرآن والتي لا تخرج عن حدوده.

وهذا العمل الجليل ميسور،  فبواسطة هذا المعجم نستطيع أن نعرف كل آيات القرآن التي ورد فيها البيع أو الرهن أو الدين أو الإِجارة أو الطلاق أو الإِرث أو غير هذا، وبهذا نستطيع أن نجمع آيات كل موضوع بعضها مع بعض، ونرتبها ونفسرها، ونستخلص منها هدى القرآن، ولقد جربت هذا عملا، وجمعت آيات الأحكام المدنية، ونكون منها القانون المدني في القرآن.

وثالث ما يجب علينا أن نجمع محرمات القرآن ونبين حكمة تحريم كل محرم منها تبيينًا تتقبله العقول، ويحمل على الإِذعان والامتثال، أن الله سبحانه خلق للناس ما في الأرض جميعًا، وسخر لهم ما في السموات وما في الأرض، والله - سبحانه - لا يخلق للناس ما في الأرض جميعه ثم يحرم عليهم بعضه إلا لحكمة. ولهذا قرر الأصوليون أن الأصل في الأشياء الإِباحة.

فالأصل أنه يباح للإِنسان كل حيوان أو نبات أو جماد، وكل عقد أو تصرف أو معاملة، فما ورد في القرآن من تحريم أكل بعض المأكولات، أو تحريم بعض التصرفات، أو تحريم زواج بعض النساء، فلا بد أن يكون لحكمة ومن الواجب أن نجمع للمسلمين محرمات القرآن، ونبين الحكمة في تحريم كل محرم منها؛ ليتبين للمسلم أن الله أراد به الخير لا الشر، واليسر لا العسر ، إن كل ما حرم الله أكله مرجعه إلى رفع الضرر عن بدن المسلم أو دينه أو عقله .

فالواجب علينا أن نجمع محرمات القرآن ونبين المراد من كل محرم منها، ونبين حكمة الله في تحريمه، وبهذا ندفع عن الإِسلام شبهات المبطلين، ويزداد المؤمنون إيمانًا بحكمة دينهم، ونعمة الله عليهم.

 مقتبس من مقال : واجبنا في خدمة القرآن الشيخ عبدالوهاب خلاف

Publicité
Publicité
لخدمة القرءان الكريم
  • تهدف هذه المدونة إلى تجميع الروابط المتعلقة بالدراسات القرءانية من أجل تيسير الوصول إليها ، وأيضا طرح قضايا وبحوث مما له علاقة بالقرءان الكريم وعلومه ، كما نتوخى من خلال هذه الصفحة التواصل مع الطلبة الباحثين في هذا المجال المعرفي .
  • Accueil du blog
  • Créer un blog avec CanalBlog
Publicité
Archives
Publicité